Posted on: الاثنين، 16 أبريل 2012

وثائق عراة


                                 وثائق عراة    
هناك حيث النسيم العليل يداعب وجهها المحمر خجلا ويضاجع العشب الاخضر حامل معه رشة ماء من نهرين قريبين فيغسل بها وجهي , ونسائم باردة كأنها ترانيم ساحرة أخذت قلبي وأسرت لبي بعد ان دب في جسدي سحرها الأخاذ ليبهرني بروعة الجمال وبهجة المنظر, فأغدو أسيرها المفتون أتمايل مع رداءها الشفاف حين تبعده الريح عن جسدها فيأبى إلا العودة لملامسة ذلك الجسد الطري , ودون وعي مني دنوت منها بشغف عاشق مسحور تاهت منه الكلمات فلم يجد الا ان يقول (ايتها البيضاء المصون : من تكونين ؟)
قالت وهي تحاول ان تلملم ( بخجل ) ثوبها الشفاف لتستر محاسن جسدها فزادت مفاتنها حسنا وإغراءا, (سيدي : أنا قدرك المحتوم )..
لم اصدق ما سمعت أذناي .. لعلي احلم ؟ لعلي أتوهم ؟
.... (سيدي : أنا قدرك المحتوم )
قالت وكأنها فهمت انبهاري (ضمني إليك لتتأكد أني حقيقتك التي لا تنفصل عنك أبدا )..
يا إلهي !  ماذا اسمع ؟! وهل انتظر ؟ !
جذبتها بكل عاطفتي وشدة رغبتي , حتى أني لم ادر , هل أنا ذبت فيها أم أنها ذابت بحرارة شغفي..
لم اشعر إلا والعشب الندي يدعونا إليه لإطفاء لهب عشقنا , فأجبنا وتوارينا بين الأعشاب  (والعصافير تشدو والجداول تغني ونسائم الربيع تنضح بسحر البنفسج) لأنقش في رحمها اسمي وذكورتي وتاريخ مولدي فالتصقت بها والتصقت بي واستكفيت بها واستكفت بي رغم انها كانت فعلا (جنسية ) ,
وفجأة توقف كل شئ , صمتت العصافير وسكن الهواء ووقف العشب منتصبا  ليشهدوا ذكورتي على جنسيتي واعلنوا انتمائي الى المكان والزمان , الى العشب والماء والعصافير , لقد أصبحت جزءا من الزمان والمكان فقد عرف الجميع ذكورتي وصارت حبيبتي , اميرتي , جنسيتي تحمل في رحمها جنين انتمائي وصارت نفسي  تطاول تلك الباسقات شموخا , مزهوة مفتخرة , فقد حظيت بجنسية وسكن ومئونة, انها جنسية عراقية , فمن مثلي وهي تحمل ذكورتي , ومن مثلها وأنا احمل عراقيتها
 لكن قانون القبيلة يأبى الا ان يعكر صفو وحدتنا وحلاوة انسنا فيصر على احضار وصيفتها كشاهدة على اقتراننا , ربما ليمنعوا شيوع الفضيحة, ربما ليمنعوا اختلاء غيري بها , ربما وربما ,
ولما استشعروا ضجري حاولوا تهوين الامر علي,  فقالوا (لم الضجر ؟؟ انها مجرد - شهادة جنسية -) وكأن العشب والعصافير , والنسيم والجداول لم يشهدوا ذكورتي أو يلحظوا اقتراني بها...
يا للقدر ! وصيفة عثمانية تشهد بعراقية أميرة !!
وصارت القبيلة تمنحني بين الحين والحين زيتا وسكرا وتأخذ مني بالمقابل ما يكفي لإشباع قبيلة , لم اكن اعلم حين اقترنت بجنسيتي  ان أكد لأعالة افراد القبيلة وان ابرز كل حين وثيقة تثبت اني اقوم بتموين القبيلة , وبدأت افهم قول اميرتي ( اني قدرك المحتوم ), ورغم اني لم اعد املك الا ثيابي مازلت اتمسك بجنسيتي رغم اني فقدت حريتي , رغم اني وقعت في شراك القبيلة واستنزفت كل اموالي وصارت جنسيتي قيدي لكني لازلت اشعر ان كرامتي تكمن في قيدي ولن اقبل ابدا ان يفك قيدي..
لم اعد ذلك الامير الذي يملك آبار البترول ويملك نهرين يخرقان بكارة بلدي , لم اعد املك حتى حريتي ولم يعد العربي يتمنى نيل جنسيتي , صرت اسير القبيلة , تحركني اهواء القبيلة , توقفني نزعات القبيلة وصارت عراقيتي مثل كرة يلهو بها افراد القبيلة
فتغيرت حياتي وانكفأت سعادتي , وحزنت جداولنا الجميلة ونفضت اشجار ربيعنا أوراقها فهجرتها العصافير واغتالت سموم الصيف نسائم عشقنا وخلعت الأعشاب ثوبها الأخضر المبتل برشحات الندى , فتململت روحي وضجرت نفسي وبدأت اشكك بحقيقة جنسيتي فربما تكون أفغانية أو ربما هندية مما يجعل القبيلة تطلب مني دائما بطاقة سكن .
فيا شيخ القبيلة  استأصل جذور جنسيتي وخذ ما تبقى من ثيابي واتركني عاريا مثل كل ابناء القبيلة , فعراي كاف لإثبات جنسيتي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق