Posted on: الاثنين، 16 أبريل 2012

أزمة تعيين ..وأزمة سكن

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=383097405055682&set=a.253333604698730.65621.211614335537324&type=1&theater
أزمة تعيين ..وأزمة سكن

بقلم : حبيب السعيدي

حين ولدت وجدت نفسي أعيش في غرفة صغيرة( مؤجرة) مع اسرتي البالغ عددها تسعة افراد من ام اجهدها الحمل والوضع , واب يجاهد الحياة بطلب الرزق في سوق الخضار , لم اكن اشعر ان ولادتي ستكون عبئا على اسرتي وان على أبي ان يبحث عن مصدر رزق آخر في الليل ليتمكن من سد الافواه الجائعة فيعمل حارسا ليليا ليغيب عنا اربع وعشرون ساعة يوميا فلم نعد نراه الا صدفة ,
لم اشعر اني سأزيد اختناق اخوتي وازاحمهم في مكانهم الضيق , ويوما بعد يوم صرت انمو واكبر وصرت استشعر معاناة شقيقاتي وهن يلجأن الى الحمام لتغيير ثياب المدرسة بسبب ازدحامنا في الغرفة, واتفهم صراع أخوتي على ( بطانية ) يتدثرون بها معا , إن سحبها أحمد تكشف علي وان سحبها علي تكشف احمد , وحين بلغت العشرين صرت اتفهم لماذا لم يفلح احد من اخوتي في دراسته , ولماذا تمرد اخي خالد واصبح مجرما يأنس بالسجن كما يأنس الطفل بثدي أمه..
لكن والدتي منذ صغري أصرت على ان اكمل دراستي حتى تخرجت من الجامعة لأكحل عينيها بشهادة علقتها على جدار الغرفة ... تخرجت من الجامعة لأجد نفسي مجرد رقم يضاف الى جيش العاطلين ,
صرت اكبر وصارت حاجتي الى الزواج تكبر معي , وجنون ان يفكر من هو مثلي بالزواج ولكنها غريزة نضجت لم يمنعها الا ضيق مسكني وانعدام ما بيدي , فلم يكن امامي الا امتهان النصب والسرقة اعتمادا على مهارتي وذكائي لأتمكن من ايجار غرفة اخرى , وحين استبيح وطني لم أجد في رأسي ذرة من غيرة عليه لأني لم أجد ما يربطني فيه ولم اشعر يوما بأنتمائي اليه ولعل مايذكرني بعراقيتي هو هوية الاحوال المدنية التي لم تفارق جيبي...عراقي لا أملك في العراق حتى شبر من الارض ولم اعرف فيه الا الحرمان ....بلد خلق بداخلي مجرما فما الذي يربطني ببلد تسبب بشقائي , وما كنت فيه إلا رقما عشوائيا زاد في محنة أهلي وقاسمهم قوت فقرهم ..
صرت في الجريمة مثل ناعور يحركه ثور الرغبة والشهوات, يدور ثور غرائزي موغلا في الجريمة دون ان يتسائل لماذا , والى متى ؟؟
صرت اتفهم اسباب الجريمة في بلدي أكثر مما يتفهمها اصحاب الفخامة, بل حتى ان ثور الناعور صار يفهم اكثر من اصحاب الفخامة وبات يعلم انه لو امتنع عن الدوران لكان طريق الجزار اقرب اليه من الساقية ,فهل يتفهم اصحاب الفخامة اسباب جريمتي واسباب انحراف اخوتي ؟؟
(بعد أنتهاء حديثه تمنيت له حظا افضل وحياة اكثر استقرارا في بلد يكون فيه المسؤول خادما لشعبه متفهما لمتطلباتهم راعيأ لشؤونهم منصفا لهم عاملا لخدمتهم )

0 التعليقات:

إرسال تعليق