Posted on: الخميس، 31 مايو 2012

تشابهت قلوبهم

                         
غريب في العالمين , ترسمني خطواتي , لا آبه ابدا بما بين يدي , فكل همي ماخلفت ورائي , يعتبرني الكثيرون هامشيا , ان حضرت لم اعد في الحاضرين وان غبت لم افتقد مع الغائبين , في حين يعتبرني الاخرون رساليا مبدئيا قياديا , رغم اني لم التفت الى ما التفت اليه اؤلئك المغيبون مثلي , المستضعفون مثلي , الذين تركوا خطواتهم ترسم خريطة وجودهم, والمسافة  بين هؤلاء واؤلئك بعيدة مترامية , والمفاهيم مختلفة وجسور التفاهم هدتها عبوة الجهل ولم يعد بالامكان العبور حول الزمان والمكان لتغيير ماخطه الرحمن (واكثرهم للحق كارهون)..
الكثيرون لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب , والاكثر منهم اؤلئك الحمقى الذين صدقوهم واتبعوهم وقاتلوا لاجلهم منخدعين بمظاهر كاذبة , لايبصرون حقيقة الشيطان لانهم تسافلوا حتى صاروا هم والشياطين (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا.....)(الانعام112) فعميت اعينهم عما يبصره الصالحون الرساليون من حقيقة تلك الذئاب ( كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات ) فالحسين عليه السلام ابصر صورتهم الحقيقية التي غابت عن كل تلك الجموع المحتشدة ضد الحسين واهل بيته , بيت النبوة  , حتى تداخلت الامور على اؤلئك الحمقى فلم يميزوا بين صلاة عمر بن سعد والشمر وابن زياد وبين إقامة الصلاة من قبل الحسين عليه السلام ( ان لم يستقم دين محمد الا بقتلي فيا سيوف خذيني ), اؤلئك الحمقى وهؤلاء الهمج الرعاع لم يفهموا ان استقامة الدين هي اقامة الصلاة وليس الاتيان بصور الصلاة هي اقامة الصلاة , لم يفهموا ان الركوع والسجود وما كان يؤديه يزيد ومن قال ( لو شئت لأزيدنكم ) ماهي الى صور خاوية مجردة من الحياة مثل مايؤديه الكثيرون ممن يتخفون باسم الاسلام بقلوب يهودية , فصار الحسين عليه السلام خارجيا تكالب على قتله من كان يحتسب على شيعة ابيه فهدموا بذلك بيت الله في ارضه (لم تسعني سماواتي ولا ارضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ) فوجهوا لذلك القلب , لذلك العرش الالهي والمسجد الرباني سهم بثلاث شعب , وصار يزيد , امير المؤمنين .
ليس غريبا على امة تحذو حذو تلك الامة ان تنخدع مرات ومرات بالاسماء والعناوين والوجاهات , ولتصطف في كل جيل بوجه الحق واهله  تقتيلا وتشريدا وتطريدا وتغييبا, ولتكون هناك بعد كل واعية لاهل الحق (عين الوردة ) تتهاوى فيها انفس لوامة خذلت الصالحين وتسببت باراقة دمائهم,
ليس غريبا على  هؤلاء ان ينخدعوا الاف المرات فيقتلوا الاف الرسل مثل بني اسرائيل حين كانوا يقتلون الاف الانبياء (لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل )
وليهدموا في كل يوم مسجدا لله مثلما تكالبوا على مرجعية السيد الصرخي الحسني فأحرقوا مكاتبه وهدموا مسجد الله في الناصرية وهم يهتفون ويكبرون كما هتف معسكر ابن زياد حين خر الحسين عليه السلام صريعا من ظهر جواده فاحتوشوه بالسهام والرماح والسيوف والحجارة هاتفين فرحين ..
 ليس غريبا على هؤلاء ان لا يفهموا ان اقامة الصلاة تعني الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح في الامة ..
ليس غريبا على هؤلاء ان يعتبروا السيد الصرخي خارجيا , وان حارق كتاب الله وهادم بيت الله في الناصرية والآمر به هو امير المؤمنين.. (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )(118)البقرة


Posted on: الأربعاء، 30 مايو 2012

ضد العشق والمسجدية



شئ ما , يربطني بها , يشدني اليها , يجعلني انسى نفسي وافنى في ساحة وجودها ,اعيش في عالم اخر والانوار تكللني والملائكة تظلني باجنحتها وتنضح على المكان من عبق الجنة وطيبها ...
(.... بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه)( النور: 36) ليرتبط المخلوق بخالقه والعابد بمعبوده والعاشق بمعشوقه بسلالم من نور يغيب اعلاها في كبد السماء , فيسيح العاشقون في الارض ليدخلوا فضاءاً لم يرتقيه العقل ابدا , كما فعل ابراهيم العاشق عندما اسكن من ذريته (بواد غير ذي زرع)( ابراهيم :37) بفعل يستنكره العقل والعقلاء فأي عاقل يترك زوجته وطفله الرضيع في صحراء قاسية لاتصلح للزراعة ولا يوجد احتمال لوجود الماء فيها , لاشك ان العقلاء لايفعلون ذلك لانهم لم يرتقوا في سلم المعشوقية ولم يفهموا معنى المعشوقية , لكن ابراهيم العاشق بين غرضه (ربنا ليقيموا الصلاة )( ابراهيم : 37), فكان قلب العاشق هو البيت الحرام الاول لينعكس في الخارج ببيت مادي من حجارة وجص وآجر في مكان يقصده القاصدون ويجتمع فيه العاشقون لتعلوا ترانيم الحب والتغزل بالمعشوق في بيته الذي لا يدخله سواه فيتقلب العاشقون كل حسب درجة عشقه ومرتبته ,  اذ هم بين طائف وقائم وراكع وساجد للمعشوق كما قال تعالى (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)الحج) ..
من لم يعرف قيمة العشق لايمكن ان يعرف معنى ان يكون لله بيت في الارض , لكن هل فهم ابرهة الحبشي ماذا يعني البيت الحرام آنذاك حين قرر هدمه ! هل كان يعلم ان هذا البيت المشيد من الحجارة مقر اجتماع العاشقين بمعشوقهم وانه يمثل الصلة بين العاشق والمعشوق ؟ ام انه كان يرى فيه مكانا يزاحم سلطانه ويضيق حدود مملكته ؟
هل كان يزيد بن معاوية يقصد فعلا هدم البيت ام تراه قاصدا قطع ذلك الحبل المتصل بين الارض والسماء والذي تعلق به الناس!!
هل كان الحجاج يريد فعلا هدم البيت المادي (الحجارة ) ام انه اراد ان يمسح قدسية المكان من القلوب ويقطع حبل الاتصال بين العاشق والمعشوق كي لاتكون لاحد صلة باحد اقوى من صلته وخضوعه للخليفة ؟؟ {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً {الجـن:18..
افرزت الوقائع التاريخية قطبين في معادلة المسجدية بمعناها الباطني العشقي , والظاهري التعبدي , احدهما يعمر تلك المساجد (بكل المعاني )سواء كان المقصود فيها القلوب او البناء الخارجي وسواء كان المقصود اعمار المساجد بالعبادة ونشر العلم والفقه ام بتشييد البناء واعلاء المنارات والقبب, والقطب الاخر هو من امثال ابرهة ويزيد والحجاج يرون كمال ملكهم بزوال المساجد ( وايضا بكل المعاني ومن كل الزوايا ) , والميزان بين هذين القطبين هو (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ {التوبة: 18(..لتاتي (انما )فتحصر عمار المساجد فقط بالذين امنوا بالله واليوم الاخر ( هذا في الجانب النظري او العقائدي ) و اقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله ( هذا في الجانب العملي او التطبيقي), وان عدم وجود الفاصل في الاية بين النظري والعملي يشير الى ان كل منهما يكمل الاخر وانه لاينفع احدهما بدون الاخر , وعليه يمكن ان نعرف ان ابرهة ويزيد والحجاج لم يمتلكوا كلا الجانبين ( لا الايمان النظري العقائدي ولا الاعمال التطبيقية الصالحة )..
ولما يتجرد الانسان من كفتي النجاة ( الايمان والعمل الصالح ) لا شك انه سيكون من الظالمين , بل اشدهم ظلما , ومن يصل الى هذه الدرجة من الظلم عندها يكون من السهل عليه ان يسعى في تخريب وتهديم المساجد , لانه يرى في الدعوة الى الله دعوة ضد حكومته ويرى التضرع الى الله مزاحمة في سلطانه ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (114البقرة)... وهذا هو الذي جعل الحكومة في النظام السابق تقوم بتهديم المساجد التي اتخذها المنتفضون مقرا لهم , وهو الذي جعل الحكومة الحالية تقوم بتهديم مسجد السيد محمد باقر الصدر في الناصرية الذي يتخذه مقلدو السيد الصرخي مركزا لنشر العلوم الفقهية والحوزوية مقرا لذكر الله تعالى , وما اشبه اليوم بالامس .
http://www.youtube.com/watch?v=q3RhkvwqfQU

Posted on: الاثنين، 28 مايو 2012

الفساد العراقي باقلام الكتاب


       
كثير من الاقلام العراقية  وايضا الاقلام العربية و العالمية تناولت ملفات الفساد في الحكومة العراقية , واشبعوها بحثا وتحليلا وتفصيلا , وكل كاتب يناقش مسألة الفساد المالي او الاداري  المتفشي في البلاد من زاويته التي يراها او التي ينظر من خلالها , فالبعض يرى ان الفساد المالي والاداري في وزارة الكهرباء العراقية لايضاهيه فساد في العالم كله ..وانه سرقة في وضح النهار  وامام انظار ومسامع الشعب بل يصل الامر الى الاستخفاف بالشعب العراقي  والضحك على الذقون والعقول لاسيما عندما يعلن السيد الشهرستاني رسميا بان العراق سوف يصدر الكهرباء الى دول الجوار نهاية العام , في وقت يكون فيه معدل انقطاع الكهرباء 7 / 2 سبعة ساعات انقطاع مقابل ساعتين تتخللها انقطاعات  متقطعة   وصدق عليه المثل الشعبي العراقي الدارج ( راد يكحلها عماها ) ( والف عافية ابطنك ) اكثر من مئة مليار دولار من قوت الاف العوائل التي تقتات على النفايات حيث تسكن هناك في مواقع رمي النفايات  , فلعل مخلفات الاغذية والاشربة ارحم عندهم من مخلفات سراق الشعب ومخلفات كلامهم الذي تفوح منه رائحة اشد جيفة من فطيسة ملقاة في موقع رمي النفايات ..
والبعض الاخر يرى بان الفساد المالي والاداري في وزارة الصحة العراقية هو الاكثر والاشد والافجع على مستوى العالم كله رغم ارتباط هذا القطاع وتعلقه بحياة الناس , فلا زال العراقيون يهرعون الى ايران او تركيا او غيرها من الدول لأجراء عمليات جراحية تتراوح درجتها من البسيطة الى المعقدة , ولازال الكثير من العراقيين يهرعون الى تلك الدول فقط لاجراء الكشف والفحص الطبي , نتيجة لعدم ثقة العراقي بالخدمات او حتى نزاهة البعض او الكثير من الكادر الطبي وتخلفهم مهنيا نتيجة لعدم مواكبتهم التطور العالمي وعدم توفر الاجهزة المتطورة , او ربما لأن الشعب يريد محاكاة المسؤول العراقي وتقليده  في الذهاب الى الدول الاخرى عندما يشعر بصداع بسيط  فتصرف له الدولة مايقترب من 25 مليون دينار لأغراض العلاج  والتي ربما ينفقها في اماكن يجل قلمي عن ذكرها ..
ويرى البعض الاخر ان الشعب العراقي بات اليوم يعيش حالة من الاحتقان بكل مستوياته ومسمياته نتيجة السياسة التخبطية والفشل في احتواء الازمة , بل والعمل المقصود والمنظم في اذكاء روح الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية بين ابناء الشعب الواحد , وصار الشعب كمن يجلس على جبل من مادة ال تي ان تي وهو يرى السياسيون يوقدون النار من حوله  فلا يستطيع مواجهة النار السياسية ولا يستطيع البقاء جالسا على صفيح جهنم , مما يضطرالبعض الى السكوت والاذعان حتى لو تم المساس بمعتقداته او المقدسات من معتقداته , بل صار هذا البعض في احيان كثيرة يتحرك مع الجهة التي يومئ اليها المسؤول , ولعل اوضح شاهد على ذلك هو تحرك مجاميع من الجهلاء الحمقى في الرفاعي  وبدعم حكومي مهين ليكونوا اداة الشيطان في حرق مكتب المرجع الديني السيد الصرخي هناك , بل امعنوا في الخراب والتخريب حتى طالت نيران الفساد والكفر والجحود كتاب الله المجيد معتبرينه ( كتاب الصرخية ) وكأن هذا القران فقد قدسيته حين ادمن الصرخية تلاوته , وما ذلك الا إمعانا في الفساد وانحدارا في مزالق الهاوية تشبها باقوام سبقت , حق عليها قول ربها فدمرها تدميرا .
ورغم اختلاف الاقلام واختلاف هويات الكتاب وانتماءاتهم الا ان الكلمة الفصل تبقى بيد الشعب ( اذا ) اراد الحياة ..


Posted on: الأحد، 27 مايو 2012

العجوز من جديد


                                  
عجوز في الغابرين , تنام بين ذوي الالباب دون ان يشعروا بوجودها , فان غفلوا استيقظت وعاثت في الارض فسادا وافسادا , يحفزها كرسي مسحور مشؤوم , قوائمه متوغلة في جماجم البشر , والدم يقطر من مسنده ليروي اشجار الشر في بلاد سادتها الفوضى وعمها الشغب , وها قد غفل ذو الالباب فاستيقظت فتنة كانت نائمة فاستخفوا بامرها واستهانوا بها , وصارت تكبر يوما بعد يوم حتى غلبت في وقعتها العقول واستسلم لها المتسكعين بلا عمل والراكبين في بساط الطائفية الذي اعتاد الخفقان في سماء بلادي ..
في كل مرة كانت تحسم الكثير من الامور بكثير من التنازلات ولم يهتم ارباب السياسة لمبضع الفساد الذي صار في كل يوم يحتز جزءا من جسد بلدي ومن تاريخ بلدي وحضارة بلدي وحتى مقدسات بلدي حتى فقد كل شئ قيمته , والبطالة تزج بالالاف لتشييد حكومة الشوارع وارساء قانون الغاب , واللعب باوتار الطائفية ادى الى شحن كل مسببات البغضاء والتناحر بين ابناء البلد الواحد في وقت يعاني فيه الشعب من انعدام تام للعديد من الخدمات الضرورية وعلى رأسها الكهرباء والخدمات الصحية والتعطيل الممنهج  المقصود للصناعة والزراعة , واخذ البريء بجريرة المتهم  وتحميل الناس اوزار غيرهم والتعدي على الحقوق والملكيات الخاصة والعامة والوقفية , وحتى الافكار والمعتقدات , بل حتى الدستور المشرع من قبلهم انفسهم,
صار عندهم كل شئ رخيصا مقابل الحفاظ على ثبات الكرسي المتأرجح في جماجم الملايين من البسطاء الذين اقعدوهم مقعدهم حتى لو كان ذلك الشئ ذا قيمة روحية وعقائدية عالية كضريح العسكريين عليهما السلام او مساجد السنة والشيعة او دفع مجاميع من الجهال لتفجير او احراق مكاتب العلماء ورمي التهمة في ملعب اخرين كما حصل عندما قامت مجاميع الجهل بحرق مكتب المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله في الرفاعي وبدفع وتوفيرحماية حكومية ظاهرة ومكشوفة  للجميع في محاولة لايقاع بهذه المرجعية وجرها الى حلبة الاقتتال الطائفي او المذهبي او العقائدي او ماشابه وبطريقة اللعب بالبيضة والحجر فاحراق لمكاتب السيد الصرخي من هنا , وعبوات صوتية لمعتمدي مرجعية السيد السيستاني من هنا , ليوحوا للجميع بان الصراع بين المرجعيات نزل الى الشارع  في خطوة جادة لتفريغ الساحة من كل صوت وطني اصيل , وكان الاصرار على ادخال انصار السيد الصرخي الى حلبة الصراع كبيرا فقامت حملة اعتقالات واسعة للصرخيين واستفزازهم بمنعهم من الصلاة في مساجدهم ومكاتبهم التي اغلقت واوصدت ابوابها بالطابوق والاسمنت ..
تلك الفتنة والعجوز الغابرة استيقظت مكشرة انيابها تزفر النيران من منخريها تبتلع الاطفال والشباب والكهول فتلفظهم في محرقة الصراع على الكرسي المشؤوم.

Posted on: الجمعة، 25 مايو 2012

الفساد والافساد في العراق

                              
 

منذ عقود والعراق ينتقل من سيئ الى اسوأ , ومنذ عقود لم يعرف العراقيون معنى الاستقرار ولا طعم الهناء والسعادة , كوابيس الفساد والظلم تطاردهم من مكان الى مكان ومن زمان الى زمان , ومن حكومة الى حكومة , والغريب في الامر ان كل حكومة تأتي تلعن اختها السابقة وترمي بتبعات الفساد عليها , والامل الذي كان ينتظره العراقيون في الخلاص من حكومة صدام لم يتحقق رغم مرور  تسع سنوات على سقوط حكومته  الدكتاتورية الظالمة , ولعل الفساد المالي والاداري  وصل الان في ظل حكومات (التحرير )كما يستسيغ البعض تسميتها , الى مئات الاضعاف عما كانت عليه في ظل النظام السابق , فمشاريع البنى التحتية اصبحت مجرد نافذة لتسريب المليارات من الدولارات من قوت الشعب الى جيب المسؤول وخزانته , ومليارات البطاقة التموينية التي نزلت في خزانة السوداني وبعد الوعود بالاربعين مادة في البطاقة التموينية انقرضت الى اربع مواد فقط لا غير , والمليارات الأخرى التي لو نشرناها على وجه الارض لغطتها والتي خرجت من نافذة تأهيل الكهرباء تمخضت عن بشرى الاستخفاف بعقول العراقيين وتصدير الكهرباء الى الخارج في وقت يعيش المواطن فيه حالة من الوئام مع (المهفة اليدوية) , ومع دستور يضمن حرية التظاهر وتصريحات عملاقة بالديمقراطية وحرية التعبير ابتلعت فوهات السجون السرية والعلنية شبابنا من ساحات التحرير والفردوس وغيرها , ومن اسلامية الدستور والتشريع واسلامية الحكومة والبرلمان  احرقت نيران الاملاءات مكاتب العلماء ولعل اوضحها مكاتب المرجع السيد الصرخي في الرفاعي  وغيرهاعلى مرأى ومسمع من الحكومة هناك واجهزتها الامنية , ومن اجل اكمال المشوار في المخطط  المرسوم لتدعيم اركان التبعية صدر القرار بسحب الحمايات من مكاتب المراجع الكرام تمهيدا لمرجعية جديدة اعد لها مسبقا في اروقة الاعداد  والاملاء الخارجي , يضاف الى ذلك سجل الفساد الهائل والمروع ابشع عملية افساد في الارض لم تحدث الا نادرا عبر التاريخ وهي جريمة هدم وتجريف بيوت الله لا سيما بيت الله في الناصرية مسجد السيد محمد باقر الصدر  بحجج واهية  واكاذيب لم تنطل الا على السذج من الناس  رغم استكما كل اوراقه الرسمية ونقل عائدية ارضه الى الوقف الشيعي , ويستمر مسلسل الافساد في الارض
http://www.youtube.com/watch?v=OqobquISUpI

Posted on: الأربعاء، 23 مايو 2012

حديث في الطريق




                                           
لست كعادتي حين استيقظت صباحا باكرا والحزن يملأ قلبي , شئ ما عكر مزاجي وجعل الدنيا اضيق في عيني من خرم الباب , قوة تدفعني الى المجهول لأجد نفسي منقادا تماما لتلك القوة المجهولة اسير على الجزرة الوسطية اتفحص ما سطر على الجدران من كتابات  واذا بعبارة استوقفتني رغما عني واطلت النظر اليها وتكرار قراءتها مرات ومرات ( هدم جامع محمد باقر الصدر سابقة في دين الله) , لم انتبه إلى إني  أبديت امتعاضا مسموعا  من (السيد الصرخي واتباعه ) اذ  اوجعوا رأسي بمظلوميتهم وهدم مسجدهم وحرق قرآنهم , ولم يكتفوا بما ينشرون على صفحات الانترنت بل راحوا يجوبون الشوارع في تظاهرات صاخبة .
 يبدو ان احدا ما  سمع تمتمة تهكمي وامتعاضي مما جعله يدنو مني بلطف ويبتدئ  بالسلام والتحية  ثم السؤال عن احوالي  وكأنه يعرفني منذ زمن طويل فجاملته بالسلام وتبادل السؤال عن الصحة والاحوال , فبادرني بسؤال صدمني ( هل تعرف الصرخي ؟؟) فأجبت  باني لا اعرفه لكني سمعت ...قاطعني بسؤال اخر( هل تصدق كل ماتسمع ؟؟) فأجبته ببداهة , كلا , لا اصدق كل ما اسمع فالله تعالى امرنا ان نتبين ما نسمع..فقال :)وهل تبينت ما سمعت عن الصرخي ؟؟) فقلت  متذمرا , كلا لم اتبين  .
 ويبدو انه قد لاحظ تذمري فحاول تغيير الموضوع وصار الكلام حول نقص الخدمات في المدينة وفي العراق بشكل عام , والى الاستثمار والبناء ودور المهندس المخلص في بناء الوطن وخدمة الشعب ولابد من اعطاء المشاريع الاستثمارية الى مهندسين اكفاء  يكون ولاؤهم للعراق , والتفت لي قائلا :( انت مثلا ..لو ان مهندسا يقول ان المثلث القائم الزاوية متساوي الساقين , هل ستسلمه مشروع معين لانجازه ؟؟) فأجبت ببداهة سريعة ان ذلك مستحيل ....
سألني : ولم الاستحالة ؟؟؟ ..قلت لانه مخالف للواقع , لا يمكن ان يكون المثلث القائم الزاوية متساوي الساقين , ومثل هذا المهندس لو تسلم مشروعا  فلا شك في فشل مشروعه كونه لا يفقه ابسط اساسيات الهندسة ..
فقال : اجابتك سليمة , وامثال هذا المهندس هم الذين خربوا البلاد وافقروا العباد ..انهم يجانبون الواقع لذلك نرفضهم ولا نسلمهم اي مشروع ...ثم اعقب كلامه ...لكن كيف نسلم اخرتنا ودنيانا لمهندسي الخراب ؟؟!! قلت , وكيف ذلك ؟؟قال: ( هل هدم مسجد محمد باقر الصدر واقعا ام لا ؟؟) فقلت , نعم واقعا لقد تهدم ..
فقال (وهل يجوز تهديم المسجد ؟؟) قلت ..كلا , ذلك فعل محرم ..فقال ( ومن هدم المسجد ظالم ام لا ؟؟) اجبت , بلا شك هو ظالم ولاينبغي الركون الى الظالم ..فقال ( هل يحق لأهل المسجد ان ينادوا بالمظلومية ؟؟) قلت , نعم يحق لهم , ولا احد ينكر ذلك عليهم ..فقال :( ومن ينكر عليهم ذلك اين ستضعه ؟؟) ..قلت , مع الظالمين ومع الراضين بفعلهم..
وهنا توقف صاحبي الذي لا اعرفه ليقول لي .....( لكنك انكرت ذلك عليهم ...وركنت بذلك الى الظالمين , وسلمت مشروع اخرتك لمن لايأمن منه عليه) وارجو ان تسمح لي الان فعلي الذهاب الى السوق ..
حينما تركني صاحبي  احسست بأني كنت اظلم هذه المرجعية وان شياطين الانس والجن قد استغلوا ذنوبي وبذروا بداخلي بذور الكره للسيد الصرخي واتباعه , وغفلت طيلة هذه السنين عن قول الله (واكثرهم للحق كارهون)

يومية عراقي - بقلم حبيب السعيدي






حينما تكون رؤية رجال الشرطة مقترنة بالجريمة , أتمنى ان لا ارى شرطيا على وجه الارض , وحينما تكون رؤية انتشار الجيش في الازقة مقترنة بانهيار أمني , اتمنى ان لا ارى جنديا في بلدي ,

لقد سئمنا الفوضى واللا قانون , وكرهنا فتاوى القتل والارهاب , نريد ان نشعر يوما بالامان , نعمل بامان , نأكل ونشرب بأمان , نتمنى ان نلاعب اطفالنا بأمان , ان لانرى في الاسواق العاب الحرب والات القتل والترويع, نريد حكايا سندريلا وبيضاء الثلج وحكايا الاميرة النائمة , نريد عراقا كما رسمناه بأحلامنا , كما خططناه بأوهامنا ,كما عشقناه بطفولتنا , عراقا لاتزر فيه وازرة وزر اخرى , ولايكون فيه مستقبل اطفالي ضحية خطأ المسؤول , وحياة اطفالي ضحية خطأ المسؤول ..نريد عراقا لايكون الانتماء اليه جريمة , وحبه جريمة , والتغزل فيه جريمة ..اريد ان اعبر عن عراقيتي بفطرتي , ببساطتي , دون تزويق الحقيقة ..ولكن لامهرب من الحقيقة .

بعد انتهاء دوامي اليومي في احدى دوائر الدولة , وحديث الموظفين والموظفات حول الوضع الامني المزري في المدينة في الايام الاخيرة والتفسيرات الاستهوائية والتراشق بالاتهامات من هذا وذاك مما يثير الحزن والكمد لما آل اليه الامر .. رجعت الى بيتي مثقلا بهموم تأججت بصدري من سوق الفقراء الذي يقع في طريق عودتي بكل مافيه من قصص المعاناة والفقر والحرمان , ومن الشوارع المغلقة بالكونكريت وازدحامات السير الخانقة , وجسر منصوب بالخطأ يحمل اسم الشهداء الخمسة , وكأنه هدية حاقدة لئيمة للشهداء الخمسة او كأنه لافتة إشعار بالفساد المالي والإداري او بغياب التخطيط ..

عند وصولي الى البيت توجهت مباشرة نحو غرفة نومي , استلقيت على فراشي رغم احساسي بالجوع ولكن حاجتي الى الهروب من الواقع كانت اقوى من جوعي , فأغمضت عيني وانا امني النفس بغد افضل وعراق اجمل حتى غلبني النوم واجتاحت ساحة احلامي كوابيس النهار , عبوات لاصقة , قنابل صوتية , مفخخات واحزمة ناسفة , هاونات وصواريخ موجهة , والعشرات صرعى وامهات ثكلى ,واشلاء متناثرة أكست الشوارع حمرة دماءها, ومن بين ركام الاموات يطل السيد المسؤول ببدلته الجديدة وربطته الانيقة وخلفه سبعون رجل حماية ليسجل اكذوبة نيسان ( ان البلد آمن والامن مستتب والوضع مسيطر عليه ), ورغم انه كابوس فقد تمنيت ان اصدق ذلك المسؤول وان اعيش لحظات الامن في كذبة المسؤول , الا ان دوي انفجار قريب أيقظني مرعوبا , وحركة مضطربة في الشارع جعلتني انظر من خلف النافذة لأرى الهلع قد ارتسم على زجاج النافذة , جيش كثيف , رجال يبثون الرعب في القلوب , مدرعين بالحديد ومدججين بآلات الموت والترويع , وصرخات تخطف القلوب قبل الاسماع , اسدلت الستار بفرائص مرتعدة خشية ان أرمى بالارهاب وأقاد كما يقاد المجرمون رغم اني امقت الجريمة واكفر بالارهاب ورغم اني عراقي من الدرجة الاولى , لكن عندما تحتدم الامور وتخلط الاوراق يصعب التمييز بين الولاءات وتضيع الاصالة بين الادعاءات , وكل يدعي الوصل بليلى ..
حبيب السعيدي

Posted on: الأحد، 20 مايو 2012

عسعس الحق



في مجلس (الاسياد) اجتمع  رؤساء القبيلة بأجتماع طارئ فرضته ظروف المرحلة الراهنة ..جدران المجلس موشحة بجلود الادميين التي تم سلخها ممن واجه الزعماء واعترض على مقرراتهم, أرائك مرصوفة بانتظام واناء كبير مملوء بدم بشري من دماء الحمقى الذي صدقوا ترهات الاسياد ,
بدا كبير الاسياد منزعجا ومنفعلا وكلامه غير منضبط وهو يكرر ذكر احد الاشخاص ( صرخي , صرخي , صرخي ) , ربما لم يكن ذلك الشخص ممن يعترف بمشروعية مجلس الاسياد او انه يؤلب الجماهير على اسيادهم.حسبما يرى الزعماء...
تفهم الزعماء سبب انزعاج كبيرهم وحاولوا امتصاص غضبه وتهدئة روعه , فأجمعوا على ان امر (صرخي) بسيط ولا يستحق هذا الانفعال والاهتمام من سيادة الكبير , وتجاذبوا اطراف الحديث حتى قرروا ان يشيعوا بين الحمقى انه جاسوس يهودي , يريد ان يتعرض لمقدساتكم ويرمي كباركم ويسيطر على عقولكم بكلامه الساحر ..
وصدق الحمقى مقولة الاسياد وصاروا يظهرون العداء لذلك الشخص ويحيكون المؤامرات ضده فأحرقوا بيته وشردوا اطفاله وانتهبوا امواله , وطالما حاولوا قتله لولا ان جاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال ياقوم لاتقتلوا المرسلين  , لا تقتلوا من لا يمتص دماءكم ولا يسلخ جلودكم , يا قوم لقد جاءكم هذا بفكر متين ..الا ترون انه يهدي الى الحق والى كتاب مبين فكذبوه اجمعين الا ثلة من الصادقين وانقلب الاخرون الى كبيرهم يهرعون وقد اكتشفوا بعد حين ان دابة الارض قد اكلت منسأة ملكه العقيم , فانقلبوا خاسرين يعضون اناملهم على ما فرطوا في جنب الله , وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد