الحقيقة بين الوهم والاستحمار
حملت حقيبة معاناتي واتجهت الى حيث تأخذني قدماي المتورمتان لكثرة البحث عن
مكان انتساب الحقيقة , هارب من كل وهم تسبب في جعلي انسانا هامشيا على صفحة الوجود
, وصارخ بين احشائي ينتفض من الاعماق قائلا – انا الحقيقة – وعلى خوف مني عليه كنت احاول
دائما ان لايسمع الواهمون ذلك الصوت الصادح ولم اكن اشعر باني بتكميم فم الحقيقة في داخلي قد شاركت الواهمون جريمتهم
ووأدت الحقيقة في احشائي ورضيت ان اكون واهما مثل الجميع , لكني لازلت مجد في
المسير وها قد اشرفت على مدينة لم تحملها خارطة ولم يعرف لها عنوان , وخوفا من بطش
اهلها اتخذت مكانا بين الادغال لأتعرف عن كثب على عادات وتقاليد اهل هذه المدينة ,
وقد هالني ما رأيت ..
حاكم المدينة مولع بالحمير الى حد الهوس , يقوم في كل ليلة بأدخال الحمير
الى معلفهم الدافئ ويترك الناس خارج اسوار المدينة يعانون البرد القارص ويتعرضون
بين الحين والحين لهجوم الوحوش المفترسة , وفي النهار عليهم ان يكدوا ويشقوا
لتوفير طعام الحمير , حيث كان الحمير منعمين والبشر يعانون انواع العذاب والالم
والجوع , واستمر الحال عدة سنين ,
وكما يقال ان الحاجة ام الاختراع فأن حاجة الناس للدفء والامان من الوحوش
الكواسر جعلهم يتوصلون الى فكرة عجيبة ..
في مساء احد الايام وكعادة الحاكم يقف في شرفته وينادي حميره للدخول , فما ا
ن نادى دخلت الناس مع الحمير , فأستغرب الحاكم ذلك وسألهم من انتم ؟؟؟ قالوا : نحن
المستحمرون , فضحك الحاكم وسمح لهم النوم مع الحمير ,
لما رأيت ذلك وعلى طول تصبر وترقب وانتظار لأدراك الحقيقة, قررت ان ارجع
لأكون واهما خير لي من ان اكون مستحمرا مع الحمير .
0 التعليقات:
إرسال تعليق