Posted on: الاثنين، 7 مايو 2012

سوق الابتذال

من هناك ..من زمن الرجعية والتخلف , من وراء الماوراء , قدمت وفي جعبتي صرة كرامة , وصرة شهامة , وصرة مروءة , أتنقل عبر زمن لا يرحم ,يأخذ مني في كل محطة شيئا مما في تلك الصرر , حتى صرت في هذه الناحية وقد اوقفني زمني  في زاوية الابتذال ليكون كل شئ رخيصا, وكل شئ بلا ثمن ,
ما اسهل الحياة وما اسهل ان تأخذ كل شئ بلا ثمن , فلسفة أمقتها منذ كنت صغيرا , ارفضها منذ كنت متمردا , لا احب اي شئ بلا ثمن  ولا اقدر شيئا ليس له ثمن , لانه لا قيمة له , وما ليس له قيمة فلا وجود له في مملكة رجعيتي...
لكنه زمن الابتذال , وانا  لا زلت اقبع في تلك الزاوية حيث اوقفني زمني , وصاحب السوق ينادي على بضاعته ... تعال وخذ كل شئ بلا ثمن ....
حاولت ان اخرج من تلك الزاوية الحقيرة كي لا اكون مثل اي سلعة ليس لها ثمن فأفقد قيمتي كما فقدت كل الاشياء قيمتها , وكان لابد ان اظهر شيئا يميزني عن غيري فأنا لست انسانا (عاديا ), انا ملك من زمن الرجعية ,
 حاولت ان اظهر شهامتي فمددت يدي في صرة الشهامة ولم يبق فيها الزمن شهامة , حاولت ان اظهر مروءتي فمددت يدي في صرة المروءة فلا مروءة , ولم يبق عندي ما يميزني الا الكرامة فمددت يدي في صرة الكرامة فلا كرامة , أيقنت ساعتها ان من يقبل ان يتنازل للزمن سيجد نفسه ارخص سلعة  في زوايا الابتذال..
نفضت عتمة هذا الكابوس من مخيلتي وتلمست كرامتي فحمدت الله على سلامة كرامتي    
 http://hbeebalsaede.elaphblog.com/posts.aspx?U=7759&A=112843


0 التعليقات:

إرسال تعليق