مصلح في العالمين
مثل شريط سينمائي يدور حول الزمان
ليعيد نفسه في كل حين , نفس البؤس ونفس الجحود
ونفس التكبر والركون الى هوى النفس .. مجرد تغير الوجوه , اما المواقف فهي
نفسها تعاد كل حين , ليلدغ الانسان البائس من نفس الجحر الاف المرات والمرات دون
ان يتعظ او يعتبر , شريط سينمائي يدور ارى فيه قوم نوح وقد اسرفوا في عتوهم حتى
قال نوح عليه السلام (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي
لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ
دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ) ,
وهؤلاء قوم لوط يجحدون دعوة نبيهم (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ
أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ.)
وقوم شعيب (قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد
آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) هكذا هم مع كل
المرسلين , ..... ولماذا نعدد وقد اختصر القول رب العالمين فقال (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا
ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون ( ) سبحان الله , ترى الاقوام على مر السنين والدهور
نفس الجحود والطغيان وكأنهم متواصين بذلك الجحود..( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ( وقال
تعالى(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ
رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ),’ دائما
يفرون من الناصحين ليرموا بانفسهم الى مالاتحمد عقباه ..ويتوالى شريط الزمن ليعيد
مواقف النفور والعداء والرفض لكل الدعوات الصالحة وليثبت الطبيعة الانسانية في
محاربة المصلح الحي واتباع ثقافة
الاستهزاء والسخرية والتهجير والتقتيل , ومن ثم تمجيده وتقديسه بعد موته وهو ما
حدث مع كل الصالحين , اذ لا ننسى معاناة امير المؤمنين عليه السلام من اعتذار
الناس له ببرد الشتاء وحر الصيف , او
تخليهم عن الامام الحسن عليه السلام او اخيه الحسين عليه السلام , فاذا قتل حثوا
التراب على رؤوسهم وحملوا اسمه شعارا لثورتهم المزعومة , وهو عين ماجرى مع السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه
حيث تخلى عنه اقرب المقربين وتركوه يلاقي مصيره المحتوم بمفرده دون ان يكون للمقربين من طلبته ولتلك الجماهير التي ضحى من
اجلها اي دور او اي وقفة تثبت بانه قدس سره لم يكن ليؤدي مسرحية للنظام البعثي كما
اشيع عنه , وكذلك الشهيد السعيد السيد الصدر الثاني فقد حاربه الجميع ونعتوه بافضع وابشع النعوت ولم يبادر احد ليقول انه ليس مرجعا لبغداد كما
اشيع عنه , فلما قتلا صارا شعارا للجميع وصار الجميع يتقول الانتساب اليهم ويدافع
عنهما , لكن متى ؟؟؟ بعد ان قتلا ...
نعم ...علينا دائما ان ننتظر موت
المصلح لنبكي عليه فقد اصبحت اشك بأننا لا نصلح الا للبكاء ولكن حين لا ينفع
البكاء ..
اقول ذلك بعد ان فرضت نفسها على مسامعي صيحات المظلومية لمرجعية
عراقية لها وجودها القوي في المحفل العلمي , نداءات وصيحات وتظاهرات لم تهدأ فقررت
ان اتجرد من هوى نفسي واوقف شريط الزمن قليلا لعلي اكون ممن جاء من اقصى المدينة ,
حين راجعت البيانات الصادرة من المرجع العراقي السيد الصرخي , لم اجد بيانات ,
انما وجدت حلولا لكل مشكلة ناقشها البيان وتحمل المجتمع لوعة عدم الاخذ بها .
انه الرجل الوحيد الذي اتى بالحل
الصحيح لكل مشاكل العراق , وانه الرجل الوحيد الذي لم يسمع منه العراقيون الا
القليل القليل من الذين اخذوا على عاتقهم ان لايظلموا انفسهم بترك دعوة الاصلاح
التي اطلقها السيد الصرخي ,
.اصابني الذهول وانا ارى مجتمعا
غريقا , ويد تمتد لانقاذه وانتشاله فيدير المجتمع ظهره لتلك اليد المنقذة , ترى ما
يضير المجتمع لو انه سمع ووعى مايقول هذا المصلح ؟؟
انه الجحود (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) وليمضي شريط الزمن في اعادة الاحداث والمواقف
وليتكالب الناس على قتل هذا الرجل بالتغييب والاشاعة والكذب والافتراء وبالكلمة
واليد ليمنحوه فيما بعد قدسية الاموات ,فالقدسية هنا لايلبسها الا الاموات
حبيب السعيدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق