عجوز في الغابرين , تنام بين ذوي الالباب دون ان يشعروا بوجودها , فان
غفلوا استيقظت وعاثت في الارض فسادا وافسادا , يحفزها كرسي مسحور مشؤوم , قوائمه
متوغلة في جماجم البشر , والدم يقطر من مسنده ليروي اشجار الشر في بلاد سادتها
الفوضى وعمها الشغب , وها قد غفل ذو الالباب فاستيقظت فتنة كانت نائمة فاستخفوا
بامرها واستهانوا بها , وصارت تكبر يوما بعد يوم حتى غلبت في وقعتها العقول
واستسلم لها المتسكعين بلا عمل والراكبين في بساط الطائفية الذي اعتاد الخفقان في
سماء بلادي ..
في كل مرة كانت تحسم الكثير من الامور بكثير من التنازلات ولم يهتم ارباب
السياسة لمبضع الفساد الذي صار في كل يوم يحتز جزءا من جسد بلدي ومن تاريخ بلدي
وحضارة بلدي وحتى مقدسات بلدي حتى فقد كل شئ قيمته , والبطالة تزج بالالاف لتشييد
حكومة الشوارع وارساء قانون الغاب , واللعب باوتار الطائفية ادى الى شحن كل مسببات
البغضاء والتناحر بين ابناء البلد الواحد في وقت يعاني فيه الشعب من انعدام تام
للعديد من الخدمات الضرورية وعلى رأسها الكهرباء والخدمات الصحية والتعطيل الممنهج
المقصود للصناعة والزراعة , واخذ البريء بجريرة
المتهم وتحميل الناس اوزار غيرهم والتعدي
على الحقوق والملكيات الخاصة والعامة والوقفية , وحتى الافكار والمعتقدات , بل حتى
الدستور المشرع من قبلهم انفسهم,
صار عندهم كل شئ رخيصا مقابل الحفاظ على ثبات الكرسي المتأرجح في جماجم
الملايين من البسطاء الذين اقعدوهم مقعدهم حتى لو كان ذلك الشئ ذا قيمة روحية
وعقائدية عالية كضريح العسكريين عليهما السلام او مساجد السنة والشيعة او دفع
مجاميع من الجهال لتفجير او احراق مكاتب العلماء ورمي التهمة في ملعب اخرين كما
حصل عندما قامت مجاميع الجهل بحرق مكتب المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله
في الرفاعي وبدفع وتوفيرحماية حكومية ظاهرة ومكشوفة للجميع في محاولة لايقاع بهذه المرجعية وجرها
الى حلبة الاقتتال الطائفي او المذهبي او العقائدي او ماشابه وبطريقة اللعب
بالبيضة والحجر فاحراق لمكاتب السيد الصرخي من هنا , وعبوات صوتية لمعتمدي مرجعية
السيد السيستاني من هنا , ليوحوا للجميع بان الصراع بين المرجعيات نزل الى
الشارع في خطوة جادة لتفريغ الساحة من كل
صوت وطني اصيل , وكان الاصرار على ادخال انصار السيد الصرخي الى حلبة الصراع كبيرا
فقامت حملة اعتقالات واسعة للصرخيين واستفزازهم بمنعهم من الصلاة في مساجدهم
ومكاتبهم التي اغلقت واوصدت ابوابها بالطابوق والاسمنت ..
تلك الفتنة والعجوز الغابرة استيقظت مكشرة انيابها تزفر النيران من منخريها
تبتلع الاطفال والشباب والكهول فتلفظهم في محرقة الصراع على الكرسي المشؤوم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق