كثير من الاقلام العراقية وايضا
الاقلام العربية و العالمية تناولت ملفات الفساد في الحكومة العراقية , واشبعوها
بحثا وتحليلا وتفصيلا , وكل كاتب يناقش مسألة الفساد المالي او الاداري المتفشي في البلاد من زاويته التي يراها او
التي ينظر من خلالها , فالبعض يرى ان الفساد المالي والاداري في وزارة الكهرباء
العراقية لايضاهيه فساد في العالم كله ..وانه سرقة في وضح النهار وامام انظار ومسامع الشعب بل يصل الامر الى
الاستخفاف بالشعب العراقي والضحك على
الذقون والعقول لاسيما عندما يعلن السيد الشهرستاني رسميا بان العراق سوف يصدر
الكهرباء الى دول الجوار نهاية العام , في وقت يكون فيه معدل انقطاع الكهرباء 7 /
2 سبعة ساعات انقطاع مقابل ساعتين تتخللها انقطاعات متقطعة وصدق عليه
المثل الشعبي العراقي الدارج ( راد يكحلها عماها ) ( والف عافية ابطنك ) اكثر من
مئة مليار دولار من قوت الاف العوائل التي تقتات على النفايات حيث تسكن هناك في
مواقع رمي النفايات , فلعل مخلفات الاغذية
والاشربة ارحم عندهم من مخلفات سراق الشعب ومخلفات كلامهم الذي تفوح منه رائحة اشد
جيفة من فطيسة ملقاة في موقع رمي النفايات ..
والبعض الاخر يرى بان الفساد المالي والاداري في وزارة الصحة العراقية هو
الاكثر والاشد والافجع على مستوى العالم كله رغم ارتباط هذا القطاع وتعلقه بحياة
الناس , فلا زال العراقيون يهرعون الى ايران او تركيا او غيرها من الدول لأجراء
عمليات جراحية تتراوح درجتها من البسيطة الى المعقدة , ولازال الكثير من العراقيين
يهرعون الى تلك الدول فقط لاجراء الكشف والفحص الطبي , نتيجة لعدم ثقة العراقي
بالخدمات او حتى نزاهة البعض او الكثير من الكادر الطبي وتخلفهم مهنيا نتيجة لعدم
مواكبتهم التطور العالمي وعدم توفر الاجهزة المتطورة , او ربما لأن الشعب يريد
محاكاة المسؤول العراقي وتقليده في الذهاب
الى الدول الاخرى عندما يشعر بصداع بسيط
فتصرف له الدولة مايقترب من 25 مليون دينار لأغراض العلاج والتي ربما ينفقها في اماكن يجل قلمي عن ذكرها
..
ويرى البعض الاخر ان الشعب العراقي بات اليوم يعيش حالة من الاحتقان بكل
مستوياته ومسمياته نتيجة السياسة التخبطية والفشل في احتواء الازمة , بل والعمل
المقصود والمنظم في اذكاء روح الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية بين ابناء
الشعب الواحد , وصار الشعب كمن يجلس على جبل من مادة ال تي ان تي وهو يرى
السياسيون يوقدون النار من حوله فلا
يستطيع مواجهة النار السياسية ولا يستطيع البقاء جالسا على صفيح جهنم , مما يضطرالبعض
الى السكوت والاذعان حتى لو تم المساس بمعتقداته او المقدسات من معتقداته , بل صار
هذا البعض في احيان كثيرة يتحرك مع الجهة التي يومئ اليها المسؤول , ولعل اوضح
شاهد على ذلك هو تحرك مجاميع من الجهلاء الحمقى في الرفاعي وبدعم حكومي مهين ليكونوا اداة الشيطان في حرق
مكتب المرجع الديني السيد الصرخي هناك , بل امعنوا في الخراب والتخريب حتى طالت
نيران الفساد والكفر والجحود كتاب الله المجيد معتبرينه ( كتاب الصرخية ) وكأن هذا
القران فقد قدسيته حين ادمن الصرخية تلاوته , وما ذلك الا إمعانا في الفساد
وانحدارا في مزالق الهاوية تشبها باقوام سبقت , حق عليها قول ربها فدمرها تدميرا .
ورغم اختلاف الاقلام واختلاف هويات الكتاب وانتماءاتهم الا ان الكلمة الفصل
تبقى بيد الشعب ( اذا ) اراد الحياة ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق