Posted on: الجمعة، 1 يونيو 2012

من شعب العراق الى الشعب الامريكي

                        
حين ولدت وجدت نفسي اعيش تحت سطوة الديكتاتور , اتنفس الخوف , واقتات الحذر , فتعلمت ان اسير بجانب الجدار , لا اتعرض ابدا لوسط الطريق , كي لا اتهم باني اعرقل طريق فخامة الرئيس أو أني عقبة في طريق الرئيس , وهكذا بقيت لثلاث عقود أهتف (بالروح بالدم نفديك يا صدام ) رغم أني لم اشعر يوما بالامان منه على دمي وروحي ..وهكذا كنت أنا أتقلب تحت أوامر الرئيس  بقرارات ترويضية مذلة  رغم انه كان يناديني ( يا شعب العراق العظيم )...
وهناك , خلف البحار , كانت امريكا , تهتف بالحرية للشعوب  , وتوعد بالديمقراطية , وحقوق الانسان  واحترام كرامة الانسان , وان الانسان هو القيمة العليا ..
ومن خلف البحار وصل الى مسامع امريكا معاناة الشعب العراقي  وديكتاتورية الرئيس , فانتفضت من اجل كل العراقيين وحفظ كرامتهم وحريتهم , وحشدت الجيوش وعبرت البحار والمحيطات لتجلب معها الكرامة والحرية والديمقراطية  والحياة الحرة الكريمة , وسقط الصنم , وتهاوى النظام , ولاحت بشائر الحرية للعراقيين في الافق الامريكي برجال رشحتهم امريكا لقيادة العراق الجديد وجاءت بهم من بلدان شتى لينثروا الحرية في شوارع العراق ويرسخوا الديمقراطية وحرية الفكر والضمير والعقيدة ..
وتفاءلت كشعب يريد ان ينسى المقابر الجماعية  وآلات تهشيم عظام الجمجمة في التحقيق , واستقبلت حكومتي التي رشحتها امريكا بالورود والدعوات والصلوات ..لكن لم أذق من كل الوعود البراقة شئ , فالحرية في العراق صارت تواجه  بالرصاص الحي والقنابل  وثقب الاجساد بالمسامير والدريل , وسبل العيون  , وصارت الديمقراطية الجديدة تعني قمع الحريات وتأجيج النزاعات والصراعات الطائفية والاقتتال الداخلي والقتل على الهوية وعلى المعتقد , وصارت الوطنية وحب الوطن جريمة يحاسب عليها النظام الحكومي الجديد الذي أتت به امريكا  , وصارت ثرواتي وخيرات بلدي تنتهب من الشرق والغرب , واطفالي يتضورون جوعا وعطشا , وصرت حين اطالب بالخدمات تقمعني اجهزة النظام من جيش وشرطة  وتزج بي في السجون والمعتقلات بغير أمر قضائي  , وصارت تنتهك الاعراض وتهان الكرامات  وتحرق  وتهدم اماكن ودور العبادة لمجرد الخلاف في الرأي كما حصل في الرفاعي والناصرية من تبني الحكومة لعملية حرق مكاتب مرجعية السيد الصرخي  وهدم المسجد العائد لاتباع تلك المرجعية والتنكيل بهم وزجهم في السجون والمعتقلات بعد قمعهم بالهراوات والرصاص الحي  حين كانوا يؤدون طقوسهم الدينية من صلاة ودعاء , وصرنا لا نأمن على انفسنا او اطفالنا او ابناءنا من بطش الحكومة الجديدة ..
وهاهي حكومتنا اليوم تتنازع بينها وتتصارع بينها وكل منهم يهدد الاخر بتقسيم البلاد واذلال الشعب وزجهم في حروب اهلية عنيفة  ان استمر الطرف الاخر بسياسته , لأبقى انا – شعب العراق – ضحية استهتار تلك الحكومات.
فيا دعاة الحرية  من الشعب الامريكي ..ندعوكم ان  تتكلموا مع حكومتكم وتطالبوها بأن تنفذ ما وعدت به من حرية وديمقراطية  للعراقيين , فلا نريد تبديل ظالم بمن هو أشد منه ظلما , فلا زلنا نتنفس الخوف و نقتات الحذر والرعب .



0 التعليقات:

إرسال تعليق