الى اطفال العالم :
حين استيقظ من نومي صباحا انظر من حولي لأتفقد اخوتي السبعة وأمي وأبي حيث
ننام جميعا في غرفة مبنية بقطع من الصفيح المملوء بالتراب والمرصوف بعضه فوق بعض
ليكون جدران غرفتنا الوحيدة بسقف من سعف
النخيل , وأعتذر لكم يا اطفال العالم فلا نملك حماما نغتسل فيه ,فأن اراد احدنا
الاغتسال اضطررنا جميعا للخروج من الغرفة حتى يغتسل احدنا لا سيما اخواتي البنات
..فبيتنا هو فقط غرفتنا وهي حمامنا وفيها مجلسنا ومنامنا .
ومن حولنا وليس بعيدا عن مسامعنا
اصوات الانفجارات والمفخخات واصوات الرصاص حتى أدمنا الرعب , ونحن نتوقع في كل حين
أن يأتي الملثمون من جيش الحكومة وشرطتها فيقتادوا ابي او اخي الاكبر الى مكان
مجهول , لذلك فقد اعتدت كل يوم ان اتفقد اهلي حين استيقظ من نومي واحمد الله أن ما
زلنا على قيد الحياة , لذلك يا احبتي يا اطفال العالم لم استطع ان اتواصل معكم ..
اصدقائي يا اطفال العالم :
حينما تنامون بأمن وأمان فاستشعروا آلامي وحزني وانا ارتعد خوفا من قوات
الامن الملثمة وهي تجوب المكان بحثا عن طفل طالب بفتح مدرسة او مركز صحي او طالب
بديمقراطية لايفهم معناها او طالب الحكومة أن تكف عن اقتحام المنازل وخطف الأبرياء
ومصادرة أغراضهم وأشياءهم .
حين تحلمون بالعصافير والأزهار , أعذروا كوابيسي ورائحة الدم التي تفوح من
مخيلتي او مخ صديقي عدنان حين التصق بالجدار إثر عبوة ناسفة زرعتها إحدى الكتل
السياسية من اجل الضغط على كتلة أخرى للحصول على تنازلات سياسية , واعذروا صديقي عدنان لأنه كان
ضحية الخلافات السياسية فنحن الأطفال دائما نقتل ونذبح ونشرد ونيتم ونقع ضحية الخلافات السياسية ..
حين تقضمون الشوكلاته او قطع الحلوى فأعذروا قضمي لأناملي فهي وسيلة تعبيري عن خوفي وعن
غضبي وعن حقدي لكل إصبع اصطبغ بالبنفسجي
ليسلط القتلة على إخوتي ..
حينما تذهبون الى المساجد , الى الكنائس , فاعذروني , فقد هدمت الحكومة
مسجدي وأحرقت أماكن عبادتي , وتلوع الأطفال
بلهيب النار حين احرقوا مكان عبادتي , وتذكروا يا أحبتي أن هناك في العراق في مدينة تدعى الناصرية قامت
الحكومة (المؤتمنة !!) بهدم المسجد الذي كان يصلي فيه صديقي عدنان وطاردت الحكومة إخوته
وبني عمومته لان صديقي عدنان قال في ذلك المسجد (علينا ان نجعل أطفال العراق مثل كل أطفال العالم ) فغضب الرئيس وأرسل جيشه
العرمرم لهدم المسجد واعتقال كل المصلين , لذلك يا أحبتي اعذروني لعدم الذهاب فقد
صارت صلاتي جريمة في نظر القانون ..
حين ترسمون خريطة بلادكم على السبورة وفوق الجدران , اعذروني فقد رميت
الطبشور منذ أن تولت الحكومة الجديدة زمام الأمور , فحب الوطن في بلدي صار جريمة يحاسب عليها القانون ,
يا اطفال العالم :
ان لم استطع أن أكون معكم , في تقدمكم , وفي ملبسكم ومسكنكم , ادعوكم أن
تكونوا معي في محنتي وان تطلبوا من
حكوماتكم التدخل لإنقاذ براءة طفولتي
صديقكم / الطفل العراقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق