لم يكن لطموح الانسان يوما حدود , ولا لأحلامه سقف تقف عنده , ولولا تقنين
العقل لافعال الانسان لتحول المجتمع البشري الى مجتمع سبعي بهيمي , ولتعطلت الحياة
وانقرضت منذ باكورة الخلق ,
جاء العقل ليضع الحدود لحرية الانسان وتطلعاته فأوقفها عند حدود الاضرار
بالنفس او بالاخرين , وهو امر اقرته شريعة السماء وتناوله الفقهاء ضمن قاعدة فقهية
شهيرة (لا ضرر ولا ضرار ) , وما عدى ذلك
فللانسان ان يحلق باحلامه وطموحاته حيث يشاء من سماء او ارض , من ملك او سلطة , او
ما شابه ذلك..
ولعل كل مالطخ صفحة التاريخ البشري بشكل عام من جرائم ومجازر انما يعود الى تعدي حدود تلك القاعدة , ولو
راجعنا كبرى الجرائم عبر التاريخ لوجدنا ان جذورها تمتد الى بداية وجود الانسان
على الارض , ومن ثم محاولة الانسان تغليف جرائمه بغلاف ذو هالة قدسية عقائدية ,
فصارت الحروب والمجازر تدار من قبل (رب الجنود ) حسب العقيدة اليهودية القديمة ,
وصار هناك (جنود الرب ) أو ( جيش الرب ) لتكون كل الجرائم مبررة بأسم الرب , لمحاربة
الحركات او الثورات العقائدية التصحيحية والتي تحمل عناوين دينية عقائدية او تنتسب
الى قيادات دينية معينة تتسمى باسمها كما ظهرت انذاك الثورة التصحيحية الموسوية في
قبال السلطة الربوبية الفرعونية..
واستمر الحال حتى في العهد الاسلامي (القديم او الحديث ) لتشويه صورة الرب
وجعله سفاحا مجرما يغتال الناس بالسم او السيف او المفخخات او الكواتم الغدارة ,
وكما قيل سابقا ان ( لله جنودا من عسل ) يقال الان ان ( لله جنودا من كذا وكذا او
تابعين لجهة كذا او كذا ) وصار كل رئيس كتلة او جبهة او جهة يصور لاتباعه انه
مدعوم ومسدد من قبل الرب , ورغم ان
الكل يتفق على الوحدانية وعدم التعددية
الا انك تجد في هذا الجانب مثلا(جند الله ) ومن الجانب الاخر مثلا ( كتائب الله ) في
صراع تكفيري دموي مميت ..
وفي العراق تم ركوب نفس الموجة من الصراع العقائدي اذ لابد من مواجهة الدين
بالدين وحيث ان الجهة المقابلة بدأت مواجهتها وتوسعها وتشييد اركان ملكها باسم
الدين فلابد ان يكون الصراع ديني عقائدي لتثبيت عقائد قوم على حساب تكفير قوم
اخرين , ولكن ليس بالسجالات الفكرية العلمية انما بالارهاب الدموي المقيت متجاوزين
كل حدود الضرر والاضرار..
وخلال تسع سنين عجاف ازهقت ارواح الملايين من العراقيين في حملة تكفير
البعثية ومطاردتهم في وقت كان اكابر المجرمين البعثيين يشاركون اخوانهم السياسيين ( اللابعثيين ) حكم
العراق , ثم مسلسل الوهابية والنواصب , وصولا الى سحب الثقة والاستجواب وما تخللها
من محاولات عديدة لبث الفرقة والتصارع بين ابناء البلد الواحد او حتى المذهب
الواحد, ليذهب الشعب ضحية حكامه العابثين في ليالي المراقص البغدادية الخليعة ..
وعبر الملايين من السنين الاجرامية للنفس الانسانية السبعية توصلت الجهات
التسلطية الى اهمية تصدير الصراع والاقتتال الى داخل الصف حتى لو كان ذلك الصف من
المؤيدين او الداعمين , لكي تعطي صورة للناس ان باستطاعتها القتل والتدمير وبنفس
الوقت باستطاعتها ايقاف عجلات الدمار والموت ... انها بالضبط ايدلوجية المتجبرين على
مر العصور كما وصفها القران الكريم على لسان الذي حاج ابراهيم في ربه ( قال انا
احيي واميت ) لتظهر للناس انها الممسكة بكل خيوط اللعبة
السياسية ,ومن خلال تجنيد اشخاص او جماعات او مواقع وفضائيات لبث الفتنة والتناحر
بين صفوف المجتمع الواحد كما فعلت مثلا
بعض مواقع الاعلام الاصفر حيث جندت
مرتزقتها للافتراء والكذب على مرجعية السيد الصرخي مفترية عليها وعلى لسان
وكيلها ( الذي ليس له وجود اصلا ) من خلال
نسخ موضوع للمجلس التركماني والصاقه كذبا
وبهتانا بمرجعية السيد الصرخي http://www.iraqiforum.net/vb/15671-post1.html
في محاولة لاشعال فتيل الاقتتال البيني بين اتباع السيد مقتدى الصدر واتباع
المرجع الصرخي لينشغل الجميع بصراعاتهم البينية
عن مساوئ الحكومة وفسادها مما يهيئ
الارضية الصالحة لثبات كرسي الحكم ,
وكادت تلك الافتراءات ان تجد طريقها للتصديق لولا نباهة الطرفين وغباء
المواقع المأجورة والعاملين فيها الذين اقتصروا على النسخ الكامل لموضوع المجلس
التركماني ومحاولة الصاقه بالصرخيين ,
0 التعليقات:
إرسال تعليق