وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ .....
شئ ما يحتم على
الانسان ان يسرع في طلب المغفرة من الله ...
لماذا
يسرع ؟؟ مالذي يفوته لو ابطأ قليلا ؟؟ مالذي يحصل لو لم يسرع ؟؟
لا شك ان هناك شئ ما
, يداهم الانسان الى درجة أن الله تعالى يوجه ويحث ويرشد الانسان الى ضرورة
المسارعة ..
ربما هو الموت ...الموت
الذي يقطع على الانسان طريق المغفرة ويرفع عنه قبول التوبة ... لذلك لابد ان نسرع
قبل ان يدركنا الموت الذي لا محالة مدركنا
...
فهي إذا دعوة لمسابقة
الموت قبل ان يقطع علينا طريق التوبة وقبل ان يغلق باب المغفرة .. وهاهي ابواب
الموت تفتح شارعة فهل من مسارع ؟؟
انها معزوفة القدر
التي غفل عنها من ثمل بكأس الحياة الدنيا وتثاقلت عيناه عن رؤية الموت المحيط وهو
ينثر اوراقه الصفراء على جسد الامة المسجى عند شاطئ العراة ..
تحضر في بالي لعبة
بين خصمين , الاول يسرع من اجل الوصول الى مفتاح الكنز وهو موضوع على قمة الجبل ويشترط
به ان يسابق خصمه ويصل الى المفتاح قبل
وصول خصمه العنيد اليه , لكن ذلك الخصم لم يحصل ان فر منه احد , فكل طريق يسلكه المتسابق يجد ذلك الخصم أمامه ..ذلك الخصم هو الموت (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ
فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ) ...
تلك اللعبة
تعتمد بالاساس على استخدام العقل , لكن اغلب من دخلها فشل , لأنهم جميعا ارادوا ان يفروا
من خصمهم الذي لم يفر منه احد , جميعهم
جعلوا غايتهم الفرار والتخلص من الخصم , وبهذا صار امر الوصول الى المفتاح امرا ثانويا ومطلبا هامشيا , ولو انهم حكموا عقلهم
لوجدوا ان المفتاح اقرب اليهم من الخصم , لكنهم غفلوا عن ذلك وفشلوا في الاختبار .
الحقيقة ان المغفرة
بنفسها قد سابقت الموت وسبقته كثيرا في الوصول الينا , لكننا لم نلتفت الى اهميتها
وكنا فيها من الزاهدين ..
المغفرة , هي مفتاح
الكنوز والذخائر وهي جسر المرور الى الجنة
, لذا حثنا الله تعالى الى المسارعة لتحصيلها في الدنيا قبل ان يدركنا الموت ويسدل
ستاره على دنيانا ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق